هجمات عدن و الدمام.. هل تخلّت الإمارات عن حلفائها؟
يمنات – صنعاء
عدن في الجنوب والدمام في الشمال، المدينتان كانتا هدفا لصواريخ جماعة انصار الله في توقيت واحد، في حدث يعيد ترتيب المشهد العسكري للحرب في اليمن، التي تدخل عامها الخامس، وسط متغيرات كبيرة.
كان الصاروخ الباليستي الذي أطلقه انصار الله عند الساعة الثامنة والنصف صباح الخميس يستهدف عرضًا عسكريًّا نظمته قوات الحزام الأمني الموالية للإمارات، في معسكر الجلاء بمنطقة البريقة (غربي عدن).
وتوالت الانفجارات في المعسكر الواقع بالقرب من مقر القوات الإماراتية المحصّن في البريقة، ليعلن انصار الله استهدافهم عرضا عسكريا بصاروخ باليستي قصير المدى وطائرة مسيرة، تحمل كميات كبيرة من المتفجرات.
وأدى الهجوم إلى أكبر خسارة تتلقاها القوات التي تتبع الإمارات، منذ تأسيسها منتصف 2016، إذ قُتل أكثر من 35 عسكريًّا، بينهم قائد قوات اللواء الأول دعم وإسناد (القوة الضاربة في قوات الحزام الأمني) العميد منير اليافعي المعروف بأبي اليمامة.
عقب ذلك بساعتين، كان صاروخ باليستي متطور بعيد المدى أطلقه الحوثيون يقطع نحو 1300 كيلومتر نحو مدينة الدمام (شرقي السعودية)، وبحسب المتحدث العسكري لقوات حكومة الانقاذ العميد يحيى سريع، فإن الهجوم طال هدفًا عسكريًّا مهمًا.
فتح الهجومان الباب أمام أسئلة كثيرة حول قدرة حركة انصارالله -التي تقاتل في معركة متواصلة منذ 2015- على الأخذ بزمام المبادرة، خاصة عقب إعلان الإمارات انسحابها من الساحل الغربي لليمن.
وتابع “هجومان في عمق مواقع العدو يؤكدان أنه وقياداته -سواء كانوا إماراتيين أو سعوديين أو القوات الموالية للإمارات- مكشوفون تمامًا، وفي لحظة قد نعيد السيطرة على مدينة عدن، التي ما تزال في مرمى نيراننا”.
وأشار المصدر إلى أن “انصار الله، “لديها إستراتيجية موحدة ومدروسة، تتضمن مواجهة الإماراتيين والقوات الموالية لهم في جنوبي اليمن حتى انسحاب الإمارات بشكل كامل، أو فالمدن ومنشآت أبو ظبي قد تكون هدفًا واضحًا، ومعرض أكسبو 2020 قد يصبح في مرمى التهديد”.
ووفق المصدر، فإن الهجوم على معسكر قوات الحزام الأمني في عدن جرى عقب عملية استخباراتية واسعة، استبقت هجوم تلك القوات على مواقع قوات الحوثيين في الضالع، بما يؤكد أن الحركة أصبحت تتقدم استخباراتيًّا بخطوة على التحالف السعودي الإماراتي.
ولم يورد المصدر تفاصيل أكثر عن المكان الذي أُطلق منه الصاروخ على معسكر الجلاء في عدن، أو طبيعة الهدف الذي جرى استهدافه في مدينة الدمام السعودية.
رسائل قوية
خلال العمليتين أعلن “انصار الله” تطوير صاروخ باليستي يصل مداه إلى أكثر من 1200 كيلومتر، وهي خطوة وصفها المتحدث باسم قوات حكومة الانقاذ، العميد يحيى سريع بأنها نوعية.
ويرى الخبير العسكري العميد خالد غراب أن كشف “انصار الله” عن تلك الأسلحة المتطورة قد يعيد حسابات التحالف السعودي الإماراتي في حربه على اليمن.
وأضاف أن هذه العمليات ربما تجعل الإمارات -على وجه التحديد- تسرع الانسحاب من اليمن والتوقف عن دعم مرتزقتها في الساحل الغربي والجنوب؛ الأمر الذي سيجعل الدولة المتخبطة في صراعاتها بالإقليم تعيد التفكير في حربها باليمن.
وأشار إلى إن التكتيك الذي قد تتخذه الإمارات في قادم الأيام سيكون على السعودية أن تحذو حذوه.
وأضاف غراب أنه “مثلما وصلت طائرات حركة أنصار الله إلى العمق السعودي ودمرت أنابيب النفط، فإنها قادرة على استهداف أي موقع عسكري أو منشأة، وهذا الأمر تعرفه السعودية التي شهدت تراجعا للنشاط الاقتصادي، وانسحابا للشركات الكورية المستثمرة في جنوب المملكة”.
أين الإمارات؟
وأمام نشوة الانتصار لدى حركة “انصارالله”، تسيطر لغة اليأس على القوات المحلية الحليفة للإمارات.
ويقول الرائد في قوات العمالقة (آخر القوات المنضمة تحت قيادة الإمارات في الساحل الغربي للبلاد) سمير أحمد، إن الإمارات تخلت عن حلفائها في اليمن، وربما قد تكون متواطئة في الهجوم الذي حدث أمس.
ويوضح أحمد أن الصاروخ الذي أطلقه الحوثيون مرّ من فوق قيادة القوات الإماراتية في منطقة البريقة، ثم تعداها إلى معسكر الجلاء، دون أن تعمل صواريخ المنظومة الدفاعية الجوية التي تطلق صواريخها تلقائيًّا، خاصة أن الهدف كان صاروخا باليستيا، مضيفا “كان مقر القوات الإماراتية أسهل للحوثيين من معسكر الجلاء، ويعد بالنسبة لهم هدفًا بالغ الأهمية”.
المصدر: الجزيرة نت
للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا
لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.